0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف المناهج الدراسيه بواسطة
الأرنب الذكي ( الجزء الثاني )

قطعة الارنب الذكي الجزء الثاني

وش قطعة الارنب الذكي الجزء الثاني

وفي اليوم التالي، عاد الارنب إلى حديقة الذئب ليأكل من الكرنب، كما اكل في

اليوم الماضي، ولما رأى التمثال بجوار شجيرات الكرنب ظنه طفلا جالسا. فحياه

الأرنب مبتسما، وقال له: "صباح الخير، أيها الطفل الظريف". فلم يرد عليه التمثال

تحيته، ولم يجبه بشيء. فعجب الأرنب من سكاته، وحياه مرة ثانية، ولكن التمثال لم

يرد عليه تحيته، ولم ينطق بكلمة واحدة، فزاد عجب الأرنب من صمته، وقال ل

غاضبا: كيف أحييك فلا ترد التحية على من يحييك؟ ولكن التمثال لم يرد عليه أيضا

فاغتاظ الأرنب من سكات ذلك الطفل، وقال له وقد اشتد غضبه عليه: "سأرغمك

على رد التحية، أيها الطفل الجريء"، ثم اقترب الأرنب من التمثال، وضربه بيده

اليسرى، فلزقت بالتمثال. حاول الأرنب أن ينتزعها منه بكل قوته فلم يستطع، وذهب

تعبة كله بلا فائدة.

فصاح الأرنب مغتاظا: "لا تمسك بيدي أيها الطفل العنيد! أطلق يدي، وإلا

بيدي الأخرى". فلم يجبه التمثال.

اشتد غيظ الأرنب منه، ولطمه بيده اليمني، فالتزقت بالتمثال كما التزقت يده

اليسرى من قبل، وعجز عن نزعها منه أيضا. وهكذا أوثق التمثال يديه. فاشتد

غضب الأرنب على التمثال، وأراد أن يركله قائلا: "أتظن أنني عجزت عن ضربك

بعد أن أوثقت يدي؟! إنني أستطيع أن أركلك " فلم يجبه التمثال، فركلة الأرنب

بقدمه اليمني، فلزقت قدمه به، ولم يستطع أن يخلصها منه، فركله بقدمه اليسرى

ركلة عنيفة. قالتصقت به.

فصرخ الأرنب متألما وقال: "اتركني أيها الطفل العنيد، دعني أذهب من حيث

جئت، وإلا نطحتك براسي". ولكنه لم يجبه. فاشتد غضب الأرنب وغيظه، ونطحه

برأسه، فالتصق رأسه بالتمثال أيضا، وهكذا أصبح جسم الأرنب كله ملتصقا

بالتمثال، ولم يجد سبيلا إلى الخلاص منه.

وبعد قليل من الزمن عاد الذئب إلى حديقته، فرأى الأرنب ملتصقا بالتمثال،

ففرح بنجاح حيلته وظفره بعدوده الذي أكل الكرنب من حديقته، وقال له ساخرا:

"صباح الخير يا أبا نبهان، آنستنا يا سيد الأرانب، ومرحبا بك أيها الضيف

العزيز! لقد زرت حديقتي أمس واليوم، ولن تزورها بعد ذلك مرة أخرى".

فذعر الأرنب حين رأي الذئب أمامه، وزاد رعبه حين سمع منه هذا التهديد

وأيقن بالهلاك، وندم على مجيئه أشد الندم، وقال له متوس، معتذرا له عن زلته

"اصفح عن ذنبي يا أبا جعده، وتجاوز عن خطأي، اصفح عن زلتي يا سيد

الذئاب، وأطلق سراحي في هذه المرة، فلن أعود إلى حديقتك بعد هذا اليوم".

وظل الأرنب يعتذر للذئب، ويتوسل إليه أن يغفر له ذنبه، ولكن الذئب أصر على

الانتقام منه، ولم يشأ أن يعفو عنه.

فلما رأى الأرنب إصرار الذئب على قتله، لجأ إلى الحيلة، فقال له: "وماذا تريد

أن تصنع بي، يا سيد الذئاب"

قال له الذئب: "سأشوي لحمك!". فلما سمع الأرنب تهديد الذئب، اشتد رعبه

وأيقن بالهلاك، ولكنه أخفي قلقه وفزعه ولم يظهر الخوف أمام الذئب، بل قال له

ضاحكا: " أنا لا أخشى النار أبدا، فامض في إحضار الوقود، وأشعل النار لتحرقني بها، فإنني لا أريد منك غير ذلك، هات الوقود بسرعة يا سيدي، ولا تتوان

ولا تتأخر في تنفيذ وعيدك، فقد كنت أخشى أن تلقيني على الشوك، فإنني لا

أخاف غير الشوك".

فقال له الذئب: "لن أحرقك بالنار، ولكنني سأرميك على الشوك. أقسم لك: لن أرميك

إلا على الشوك!". فصاح الأرنب متظاهرا بالخوف والرعب الشديدين: "آه، ارحمني

يا سيد الأناب، أتوسل إليك، لا ترميني على الشوك، فإنني لا أخشي إلا الشوك".

فانخدع الذئب بحيلة الأرنب وأسرع إليه، فانتزعة من التمثال الذي كان ملتصقا

ثم ألقاه على الشوك. فأسرع الأرنب بالفرار والتفت إلى الذئب بعد أن نجا منه-

وقال له ساخرا: "أشكرك يا سيد الذئاب، فقد أنقذتني من الهلاك، أنا لا أخشى

الشوك، فقد ولدت وعشت طول عمري بين الأشواك"

وأسرع الأرنب يعدو إلى بيته، وهو فرحان بنجاته من الموت، ولم يعد -بعد ذلك اليوم-

إلى حديقة الذئب، حتى لا يعرض نفسه للهلاك مرة أخرىء

للمؤلف : كامل كيلاني

إجابتك

نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
موقع منتج الحلول موقع الكتروني علمي ثقافي رياضي متنوع تفاعلي يقدم المعلومات لزواره، ويتبادلون من خلاله الاسئلة والاجابات المفيدة والخبرات،،
...